هل للسلطة هوس او جنون؟!

انها عبادة المنصب التى تجعل من بعض الاشخاص يعبدون المناصب ويقدمون القرابين لمن فى نظرهم سوف يقربهم اليها، ويستخدمون كافة الوسائل والحيل النفسية للوصول الى ذلك ويتملقون ويكذبون وينافقون ويداهنون ويرآؤن ويصابون بجميع الامراض القلبية التي تجعل منهم مغتربون عن انفسهم وعن .الله قبل كل شيء بل وحتى عن قيمهم ودينهم ومجتمعهم

إنهم عبيد السلطة واصحاب النفوذ. تجد الواحد منهم يبدو فى شخصية معينة وعندما يمسك المنصب او النفوذ او السلطة يتحول الى شخص آخر لا تكاد تعرفه والحقيقة انك لم تعرفه من قبل وما ظهر عليه من تغيرات بعد توليه المنصب لم تفعل غير أنها أظهرته على حقيقته وكشفت القناع المزيف الذي يضعه على وجهه .

عبدة الكراسي يعبدون الكرسي من دون الله في واقعهم، وإن بدوا للآخرين أنهم يعبدون الله، فعبادة القلب هي الأساس، ولا معوّل على حركات تؤدي للتسويق وخداع الناس.

عبدة الكرسي أناس أشداء على من دونهم، جبناء أمام من فوقهم، يخافون من ظلهم، يحسبون كل صيحة عليهم، إذا استفردوا بمن دونهم بطشوا وظلموا وفجروا، وإن وقعوا تحت أقدام من فوقهم سجدوا وقبلوا الأيادي والأقدام وتنازلوا عن كرامتهم –إن بقيت لهم كرامةويستجدون العطف والشفقة ويقسمون الأيمان المغلظة على الطاعة والولاء.

عبدة الكرسي لا يشترط أن يكونوا من كبار الموظفين، بل تجدهم بين صغار الموظفين ممن تهفو نفوسهم إلى تبوء الكرسي أي كرسي وإن كان صغيراً ضئيلاً، فالصغير في عقيدتهم سيكبر يوماً ما، وهم في سبيل ذلك يبيعون أنفسهم إلى الشيطان، يمسحون الجوخ وينافقون ويداهنون ويراءون حباً في الوصول، وسعياً إلى كرسي يبدو في الأفق.

عبدة الكرسي أرخص من عليها، وأثمانهم بخسة، يسهل قيادهم، فذممهم واسعة، وضمائرهم ميتة، وكرامتهم مفقودة، ولا عزة لهم، لا وجود لهم إلا في ظل غيرهم، يقودون غيرهم بالترغيب والترهيب، وهم يقادون بسلاسل من حديد، أشبه بكلاب ضالة مسعورة لا يشكمها إلا كلب أكثر سعاراً، وأخطر عقراً.

وبعض عبدة الكرسي تعفنت جثثهم على كراسيهم من طول مكثهم وجلوسهم، لا يغادرونها إلا مضطرين، وإن فعلوا سرعان ما يعودون، وبودهم لو حملوا كراسيهم معهم حتى لا يستولي عليها أحد غيرهم في غيابهم، وهؤلاء لا يجدون أنفسهم إلا فوق كراسيهم، فإذا غادروها يحسّون بالصغار والمذلة والدونية، لأنهم في الحقيقة ظلال وهمية، والكراسي هي من تمنحهم الوجود والمكانة.

ولو كان للكراسي ألسنة لنطقت وقالت إنها تمقت من عليها من عبدة الكرسي، وتقرف منهم، وتتمنى موتهم واختفاءهم، وأنها كرهت روائحهم النتنة، وعافت قذارتهم، ولو ملكت حيلة لانقلبت عليهم وداستهم وتخلصت منهم، كما يفعل الجمل عندما يغضب من صاحبه.

المصدر: هوس أو جنون السلطة للكاتب أحمد عباس الذهبي ـ الزمان اليومية

***********

الهوس بالسلطة والزعامة حقيقة واقعية تعني التموقع في قلب العملية السياسية، فالنخبة السياسية تتشبث بالسلطة والبقاء في الحكم، ولا تتفانى في الدفاع عن مصالحها.

الهوس وجنون السلطة هنا ليس الزعامة والقيادة، والدفاع عن المصالح والكراسي، وتوسيع قاعدة المنتفعين، لكن الهوس الفعلي يعني الميل باتجاه العمل وخلق أجواء مناسبة للفاعل، واعتقد أن من يجرؤ على ولوج عالم السياسية هو ذلك الفاعل المتمرس الذي يفكر ألف مرة في دخول هذا الغمار الصعب ، نهاية العمل تتويج للنجاح بسلام من دون المعاقبة والمحاسبة، ولن يكون للنموذج التنموي مصداقية إلا بالإصلاح الشمولي، وترك هامش كبير للحكومة في عملها ،

فالهوس بالسلطة لم تنتج في العالم العربي سوى قوى متمركزة على ذاتها ومصالحها، وجنون السلطة وحلاوتها أخرج نخب غير فاعلة، تعتبر وجودها حق، ومن دونها تصاب البلدان بالخراب وتجر للحروب والدمار .

المصدر: الهوس بالسلطة والزعامة للكاتب أحمد شحيمط ـ موقع لكم الإلكتروني

********

لقد عرّفنا التاريخ على مهووسين في السلطة في هذا العالم الشاسع، عذبوا شعوبهم وحكموها بالحديد والنار، قتلوا الملايين من الناس، وأقاموا المشانق والمحاكم الشرعية وغير الشرعية لتصفية كل من يعارض قناعاتهم وسياساتهم وحكمهم الفردي، منعوا كل أشكال الحريات، فلا رأي فوق رأيهم ولا فكرة تعلو فوق فكرتهم.

ظلموا وقتلوا ووظفوا للحفاظ على سلطتهم أجهزة أمنية وغير أمنية، وزرعوا لخدمتهم أعينا في كل مكان، في داخل أوطانهم وفي خارجها، لم تكن لهم ثقة لا في قريب ولا في بعيد، بل وحتى في أقرب المقرّبين منهم في عائلاتهم من آباء وإخوة وأولاد.

وبعدما عرّفنا التاريخ عن مهووسين في السلطة ها هو اليوم يعرّفنا عن مهووسين بالسلطة، وهم صنفٌ آخر من الناس، أفراد وجماعات لم يمارسوا يوما الحكم ولم يكونوا في أي سلطة أو ربما كان البعض منهم في وقت ما على الهامش منها، يعملون ليلا نهارا من أجل الوصول إليها، مهووسون بها، يمارسون كل فعل من أجل تحقيق هذا الهوس وهذا المرض النفسي، ولو على حساب النبل والصدق والشهامة والرجولة والأخلاق، ولو على حساب الوطن ووحدته.

المصدر: مهووسون بالسلطة للكاتب رياض بن وادن ـ الشروق أونلاين

**********

أن تعثر التحول الديمقراطي في بناء دولة ذات سيادة بعد تغيير النظام السياسي ، سبب ضمور الثقافة الديمقراطية وضحالتها عند النخب السياسية الجديدة سواءً كانت إسلامية أو غير إسلامية، فالنخب السياسية ( الجديدة ) الحاكمة لم تتوانَ عن فعل أي شيء من أجل البقاء في الحكم حتى وان سبوا البلاد والعباد .

أما النُخب السياسية المعارضة والتي تلعب ضمن حدود اللعبة السياسية المتفق عليها مسبقاً وعلى اختلاف تياراتها فأنها وجدت من الحركة الأصلاحية فرصةً سانحةً لها للوصول إلى السلطة ولم تدرك أو لم ترغب في أن تدرك أن الهدف الأسمى للأصلاح هو البحث عن العدالة وكرامة الأنسان وإصلاح القضاء ومحاسبة المفسدين وإلغاء المحاصصة … ألخ.

وهذا أن دل على شئ فأنما يدل على إصلاح النظام السياسي القائم كله ، لذلك نجد أن مهمة تعزيز التحول الديمقراطي في نظر الكتل السياسية الحاكمة هي ( الإطاحة به ) كحل قائم غير قابل للتغيير أو حتى المداولة من أجل بقائها في السلطة سواء أكانت مستعدة لخوض الأنتخابات القادمة أو مستعدّة للتحالف مع نخب سياسية أخرى سلكت طريق العلمانية في رسم سياستها وأن أختلفت معها في الرؤى والتوجه . أذن يا تُرى من يتحمل المسؤولية عن تدهور الأحوال الى هذه الدرجة هل يعني أن هوس ومرض التمسك بالسلطة بأي ثمن هو السبب أم أن ضيق المجال أمام نخب المعارضة السياسية لكي تأخُذ دورها في الساحة السياسية الخالية المعنى والمحتوى السبب .

أن هدف الشعب الثائر إسقاط الاستبداد الحزبوي المتسلط بالدرجة الأساس وتحقيق متطلبات وأستحقاقات الشعب الطبيعية ضمن الحد الأدنى لها ، ولا يتحقق ذلك إلا في إيجاد دستور جديد بعيداً كل البُعد عن التوافقيات السياسية الحزبية القائمة ، لذلك تحاول الأحزاب السياسية إسلامية كانت أو غير أسلامية التهرب من حسم المسائل التي تتعلق بمبادئ وقواعد الديمقراطية والألتزام بها بسبب معرفتها مسبقاً بصعوبة كسب إرادة الناخبين مرة أخرى عن طريق صناديق الاقتراع التي جاءت نتيجة عدم قدرتها وتخبطها في إدارة البلاد وقد تأكد للشعب ذلك .

لقد فشلت القوى السياسية الحاكمة في فهم ضرورة تفعيل مبدأ التحالفات السياسية فيما بينها وعلى أساس خدمة البلد ضمن المبادئ الديمقراطية التي أتفقوا عليها بادئ الأمر من أجل الوصول الى الهدف الأسمى والأكبر الا وهو تحقيق الوحدة الوطنية التي تمكنهم من مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه العراق وأن يتمكّنوا ولو لمرة واحدة من إقناع المجتمع بصدق نياتهم .

المصدر: هوس السلطة بقلم الباحث علاء القيسي ـ المركز الديمقراطى العربى

____________

مقالات مشابهة