المواطنة هي التي تحدد للمواطن حقوقه وواجباته الوطنية، ويَعرف الفرد حقوقه ويؤدي واجباته عن طريق التربية الوطنية.
وتتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين عن طريق العمل المؤسساتي والفردي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو إليها الجميع وتوحّد من أجلها الجهود وترسم الخطط وتوضع الموازنات.
والمواطنة تعني بمفهومها الواسع الصلة أو الرابطة القانونية بين الفرد والدولة التي يقيم فيها بشكل ثابت، وتحدد هذه العلاقة عادة حقوق الفرد في الدولة وواجباته تجاهها، بمعنى أن المواطن هو الإنسان الفرد العضو الكامل في الدولة، وأن المواطنة هي الوضعية القانونية الأساسية في الدولة المعاصرة، حيث يقف الفرد أمام الدولة كمواطن قبل كونه أي شئ آخر، وبناء على عضويته في الدولة لا في القبيلة، أو العائلة، أو المدينة ولا في غيرها من الانتماءات الآخرى.
بل لم يعد الدّم مشترطا في تملّك المواطنة، ولم يعد ممكنا للشعوب أو القبائل أو الطوائف أو الأجناس التبجّح بكونها عريقة وأصيلة ونقية، فالشعب هو خليط يفرضه التاريخ والجغرافيا، ولقد ساهمت في ذلك حروب وثورات وهجرات عبر قرون من الزمن.
هناك أنماط عديدة من المواطنة، ومنها:
-
المواطنة العاطفية وهي التي تنقلنا من حب الذات إلى حب الآخر وحب الوطن.
-
والمواطنة السياسية وهي التي تنقلنا من الاحساس بالفردية إلى الإحساس بالوحدة الوطنية، ومن حب الآخر إلى سن القوانين .
-
والمواطنة الاقتصادية وهي التي تدفع بالمواطنين إلى العمل للمصلحة العامة.
ونقل عن روسو قوله أن “من يأكل في البطالة ما لم يكتسبه بنفسه، فإنه يسرقه، ومن لا يعمل بينما الدولة تدفع له كي لا يفعل شيئا لا يمتاز أبدا عن قاطع طريق يعيش على حساب عابر سبيل”
هناك سبعة مبادئ للمواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي وهي:
-
الإعتراف بالتنوع الثقافي
-
المساواة بين الموطنين في الحقوق والواجبات
-
العيش معا
-
التنمية والتطور والتغيير
-
الشراكة والعدالة الاجتماعية
-
نبذ التعصب والعنصرية
-
الانفتاح على العالم
إن السبيل إلى تحقيق هذه المبادئ وحمايتها يكمن في تفعيل التربية على مختلف مستوياتها ونشر الوعي وبناء قدرات المواطنين التشاركية.
وبما أن الفئات الشبابية تُمثّل أكثر من نصف المجتمع الليبي، فإن المسار التربوي وامكانياته الكبرى في التغيير يأتي أولا عبر المخزون البشري الشبابي الذي بيده القدرة على انتشال ليبيا من ظلمات التقوقع والاصطفافات القاتلة والثقافة الملتبسة والايديولوجيات المستبدة والمحاصصة السخيفة، والنهوض بها نحو المواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي.
___________
المصدر: مقتطفات من “بحث محكم” بعنوان “كيف تكون ثقافة المواطنة حاضنة للتنّوع الثقافي؟” للباحثة التونسية فوزية ضيف الله والمنشورة على صفحة “مؤمنون بلا حدود“.