محمد أبوفلغة

إدارة النفايات

ثمة تحد بيئي بارز آخر هو إدارة النفايات، بما فيها جمع القمامة والنفايات السامة والخطرة. يقول 3 من كل 10 أشخاص في ٍ السودان (30 بالمئة) وفلسطين (28 بالمئة) إنه أكبر تحد بيئي يواجه بلدهم. يقول المثل ربع السكان في ليبيا (26 بالمئة) ُ و23 بالمئة في كل من لبنان والعراق.

كما أن الخمس في مصر (20 بالمئة) والمغرب (19 بالمئة) وموريتانيا (19 بالمئة) والأردن (19 بالمئة) والجزائر (18 بالمئة) يقولون المثل. في كل من تونس (16 بالمئة) والكويت (8 بالمئة) فقط، يقول أقل من الخمس إنهم يعتبرون إدارة النفايات أكبر تحد بيئي.

جودة الهواء

هناك تحديات بيئية أخرى يذكرها المواطنون، لكنها أقل شيوعا مقارنة بما سبق. على سبيل المثال، فإن الخمس في الكويت ٍ (21 بالمئة) يذكرون جودة الهواء بصفتها أكبر تحد بيئي. ولم يشاركهم أكثر من 12 بالمئة في أي من الدول الأخرى هذا الرأي.

أهدار الطاقة

بالمثل، فإن الخمس (20 بالمئة) في لبنان يقولون إن الاستخدام غير الكفء للطاقة هو أكبر تحد بيئي يواجه لبنان. ويقول المثل أقل من 1 من كل 10 أشخاص في باقي الدول المشمولة بالاستطلاع.

العوامل المساهمة في التحديات البيئية

ـ عدم توفر الوعي البيئي

ترى أغلبيات كبيرة في أغلب دول الاستطلاع أن عدم توفر الوعي البيئي بين المواطنين مسألة تسهم بدرجة كبيرة أو متوسطة في التحديات البيئية. تبلغ هذه النسبة أقصاها في الكويت حيث يعتنق هذا الرأي 89 بالمئة من الناس، ثم العراق (85 بالمئة) وتونس (84 بالمئة). أدنى نسبة كانت في موريتانيا، بأكثر من النصف بقليل (58 بالمئة) والمغرب (62 بالمئة).

ـ ضعف وعي المواطنين

يلاحظ أن الشباب الموريتاني هم الفئة الأكثر إقبالا على اعتبار ضعف وعي المواطنين عاملا ً مساهما في التحديات البيئية، مقارنة بالأكبر سنا. الثلثان من الشباب (67 بالمئة) في موريتانيا يعبرون عن هذا الرأي، مقارنة بالنصف فقط (52 بالمئة) من الفئة العمرية 30 عاما فأكبر.

لم يظهر هذا التباين الكبير في أي دول أخرى شملها الاستطلاع بين الشريحتين العمريتين حول هذا السؤال. ثمة تباينات طفيفة في فلسطين (81 بالمئة من الشباب مقابل 75 بالمئة من شريحة 30 عاما فأكبر) والكويت (5 +نقاط مئوية) ومصر (5 +نقاط مئوية).

ـ مستوى التعليم

تتباين الآراء أكثر بحسب مستوى التعليم. يسري هذا بصورة خاصة على تونس حيث 94 بالمئة ممن حصلوا على شهادة ُ جامعية يقولون إن غياب الوعي يسهم بدرجة كبيرة أو متوسطة في التحديات البيئية، مقارنة بـ 81 بالمئة ممن حصلوا على تعليم ثانوي أو أقل. الفجوة مماثلة في السودان (12 +نقطة مئوية) وأصغر في الجزائر (8 +نقطة) ولبنان (6 +نقطة).

النوع الاجتماعي

حسب النوع الاجتماعي، الفروقات الكبيرة موجودة فقط في مصر، حيث 86 بالمئة من الرجال يعتنقون الرأي القائل بأن غياب وعي المواطنين يسهم في تزايد التحديات البيئية، مقارنة بـ 73 بالمئة من النساء، وفي المغرب أيضا (66 بالمئة من الرجال) مقابل 59 بالمئة من النساء).

محدودية الدخل

يبدو أن الدخل هو العامل الذي تنقسم الآراء بناء عليه بقدر أكبر، مقارنة بأي متغيرات ديمغرافية أخرى. فالآراء حول دور وعي المواطنين بالتحديات البيئية تتباين بين القادرين وغير القادرين على تغطية مصاريفهم.

تبلغ الفجوة أقصاها في لبنان حيث من تغطي مرتباتهم نفقاتهم يقبلون على هذا الرأي (ضعف الوعي يسهم في تزايد التحديات البيئية) بـ 14 نقطة مئوية أكثر ممن يكافحون لكي يغطي دخلهم احتياجاتهم. الفجوة كبيرة أيضا في موريتانيا (12 +نقطة) والمغرب (8 +نقاط) والكويت (8 +نقاط) والجزائر (6 +نقاط).

في ليبيا (6 –نقطة مئوية) فقط تبين أن من لا يستطيعون تغطية مصاريفهم هم الأكثر إقبالا على التعبير عن هذا الرأي مقارنة بمن هم أفضل حالا من ناحية تغطية المصاريف الأساسية.

قلة الإنفاق الحكومي

في 10 من 12 دولة شملها الاستطلاع، يقول 65 بالمئة على الأقل إن قلة الإنفاق والمبادرات الحكومية تسهم بدرجة كبيرة أو ّعبر عن هذا الرأي (87 بالمئة) وكذلك 79 بالمئة من الناس في متوسطة في التحديات البيئية. الأغلبية العظمى في الكويت تعبر عن هذا الرأي (87 بالمئة) وكذلك 79 بالمئة من الناس في الجزائر. حتى في الدولتين اللتين بهما أدنى النسب حول هذا الملف، فإن أكثر من النصف يلومون قلة المبادرات الحكومية، في موريتانيا (59 بالمئة) والمغرب (57 بالمئة).

في بعض الدول، يميل الشباب إلى إلقاء اللوم أكثر على الحكومة فيما يخص البيئة مقارنة بالأكبر سنا، خصوصا في كل من السودان (71 بالمئة مقابل 62 بالمئة) والكويت (91 بالمئة مقابل 58 بالمئة) ولبنان (70 بالمئة مقابل 64 بالمئة) والمغرب (61 بالمئة مقابل 56 بالمئة).

في جميع الدول الأخرى، فإن الاختلافات بين الشريحتين غير كبيرة. بالمثل، فإن أصحاب المستويات التعليمية الأعلى هم الأكثر إقبالا على القول بأن غياب التحرك الحكومي يسهم في التحديات البيئية، مقارنة بأصحاب المستويات التعليمية الأقل، في نصف دول الاستطلاع.

يسري هذا بصورة خاصة على كل من تونس ومصر ولبنان، حيث الفجوة بين الفئتين التعليميتين تبلغ 9 نقاط. الفجوة واضحة أيضا في الكويت بواقع 8 نقاط مئوية، والجزائر (7 نقاط) وفلسطين (6 نقاط). في الدول الأخرى، لا توجد اختلافات تذكر بحسب مستوى التعليم إزاء هذه المسألة.

من يستطيعون تغطية مصاريفهم هم الأكثر ربطا لغياب الإنفاق الحكومي بتفاقم التحديات البيئية، مقارنة بغير القادرين على تغطية مصاريفهم، في كل من السودان (16 +نقطة) وتونس (7 +نقاط) ولبنان (6 +نقاط) وموريتانيا (6 +نقاط).

في الأردن فقط يسري العكس. فالأردنيون غير القادرين على تغطية مصاريفهم يقبلون أكثر (71 بالمئة) على القول بأن عدم الإنفاق الحكومي يسهم في تفاقم التحديات البيئية مقابل نسبة أقل من القادرين تقول المثل (65 بالمئة). في الدول السبع الأخرى، لا يؤثر مستوى الدخل على الآراء حول هذه القضية.

يتبع في الجزء التالي

***

محمد أبوفلغة ـ باحث في جامعة برينستون

____________

المصدر: تقرير التغيّر المناخي ـ الباروميتر العربي ـ الدورة السابعة

والباروميتر العربي هو شبكة بحثية مستقلة وغير حزبية، تقدم نظرة ثاقبة عن الإتجاهات والقيم الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي