التصويت:

التصويت أسلوب يُعتمد عليه في اتخاذ القرارات. يصوّت الناس في كثير من البلدان لاختيار قادتهم ولاتخاذ القرارات في القضايا الخاصة ببعض النقابات والشركات والأندية الاجتماعية.

يتمتع الناس في معظم البلدان بحق التصويت في الانتخابات؛ ولكن بعض الأقطار غير الديمقراطية التي يحكمها حزب واحد، تحرم مواطنيها من أي اختيار حقيقي عند التصويت، حيث لا يسمح بالترشيح إلا لأولئك الذين يمثلون الحزب الحاكم.

أما المواطنون في الأقطار الديمقراطية فإنهم يعتبرون التصويت أحد أهم حقوقهم، لأنه يتيح لهم أن يختاروا الأشخاص الذين يحكمونهم.

يتقدم ـ في جميع هذه الأقطار على وجه التقريب ـ معظم المرشحين للانتخابات كأعضاء في أحزاب سياسية. ويمكن للناخبين أن ينتخبوا شاغلي المناصب العامة، إما انتخابًا مباشرًا أو غير مباشر.

ففي حالة الانتخاب المباشر يقوم المواطنون بأنفسهم بالتصويت لشاغلي المناصب العامة، أما في حالة الانتخاب غير المباشر فإن الناخبين يختارون ممثليهم، الذين يقومون بدورهم باختيار شاغلي الوظائف العامة، فالرئيس مثلاً يتم اختياره بصورة مباشرة من خلال الهيئات الانتخابية.

يصوت الناس في البلدان الديمقراطية في كثير من القضايا بجانب التصويت في الانتخابات لشغل المناصب العامة. وعلى سبيل المثال، فإنهم يصوتون في قضايا مثل بناء مدرسة جديدة، أو زيادة قوات الشرطة، أو فرض ضريبة لغرض تمويل مشروع خاص.

وفي ظل حكومات معينة يمكن للناخبين أن يصوتوا بقبول أو رفض تشريع مقترح عن طريق انتخابات تعرف باسم الاستفتاءات الشعبية.

من يحق لهم التصويت:

خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين منحت البلدان الديمقراطية حق التصويت لكثير من الناس الذين لم يكن لديهم ذلك الحق فيما مضى. وفي أوائل القرن العشرين حصلت المرأة على حق التصويت في كثير من الدول، فقد منحت نيوزيلندا حق التصويت للمرأة عام 1893م، وأستراليا عام 1902م.

ولكن لم تحصل المرأة على حق التصويت في كافة أنحاء الولايات المتحدة حتى عام 1920م، ولم تحصل كافة النساء فوق الـ 21 سنة على حق التصويت في بريطانيا إلا عام 1928م.

أما سويسرا فلم تسمح للنساء بالتصويت في كافة الانتخابات إلا عام 1971م. وفي السبعينيات من القرن العشرين، خفَّضت العديد من الدول الحد الأدنى لسن التصويت إلى 18 سنة، ولكن بعض الدول، مثل أيرلندا والهند، لا تزال تتمسك بسن 21 سنة كحد أدنى للحصول على حق التصويت.

التسجيل:

هو العملية التي يتم بموجبها إدراج اسم شخص ما في قائمة الناخبين المؤهلين للتصويت. يقوم الموظفون المختصون يوم الانتخابات بفحص اسم كل شخص في قوائم التسجيل قبل السماح له بالتصويت.

وفي بعض البلدان يُطلب من الناخب أن يوقع في سجل خاص عند التصويت، ويجري مطابقة هذا التوقيع بالتوقيع الذي أُخذ عند التسجيل.

وفي المناطق التي يكثر فيها عدد الناس الذين لا يقرأون ولا يكتبون، تُعتمد بصمات الأصابع لإثبات الهوية.

أما في المملكة المتحدة فإن الناخبين المسجلين يحصلون على بطاقات يحملونها معهم عند ذهابهم للتصويت.

القيود على التصويت:

تضع كافة الديمقراطيات قيودًا على حق التصويت في حالات خاصة.

ففي كثير من البلدان على سبيل المثاليُحرم المصابون بالأمراض العقلية أو المرضى عقليًا، أو أولئك الذين يقضون فترة عقوبة في السجن، بسبب ارتكاب جرائم معينة، من حق التصويت.

كما أنه لا يجوز لأعضاء مجلس اللوردات أن يصوتوا في الانتخابات العامة للمملكة المتحدة.

وكانت هناك ولايات معينة في الولايات المتحدة الأمريكية تضع بعض الشروط لحرمان السود من التصويت في الانتخابات.

وكانت هناك قوانين ضريبة الرؤوس التي كانت تحظر التصويت على الناس ما لم يدفعوا ضريبة خاصة.

وكان ذلك لحرمان الفقراء من البيض والسود من حق التصويت. وكانت بعض الولايات تفرض اختبارًا في القراءة والكتابة.

ولكن صدر عام 1965م قانون يمنع هذه الممارسات. وفي جنوب إفريقيا حرمت سياسة التمييز العنصري السود من حق التصويت سنوات عديدة.

الدوائر الانتخابية:

يُقسم القطر إلى مناطق متساوية تقريبًا من حيث عدد السكان لغرض إجراء التصويت. وتعرف هذه المناطق باسم الدوائر الانتخابية. وفي العادة يتم تسجيل الشخص في نفس الدائرة الانتخابية التي يعيش فيها، ويتحتم عليه أن يصوت في نفس هذه الدائرة الانتخابية.

ولابد من تعديل حدود الدوائر الانتخابية من وقت لآخر حسب التغيّر الذي يحدث في عدد السكان.

ويمكن للحكومات أن تؤثر في نتائج الانتخابات عن طريق تغيير حدود الدوائر الانتخابية في عملية تعرف باسم التلاعب في تقسيم الدوائر الانتخابية.

طرق التصويت:

كان التصويت في الانتخابات شفهيًا وعلنيًا حتى القرن التاسع عشر. رؤى بعد ذلك، وبحصول مزيد من الناس على حق التصويت، أنه أقرب للعدل أن يكون التصويت سريًا وغفلاً عن الأسماء.

أما في الوقت الحاضر فإن معظم البلدان تستخدم نظامًا للتصويت يؤشر فيه كل ناخب على بطاقة تصويت مطبوعة، وهو بمفرده داخل حجرة التصويت.

وتُستخدم في بعض البلدان أجهزة التصويت، حيث يقف الناخب أمام جهاز التصويت، ويحرك الذراع الرئيسة التي تقفل مجموعة الستائر حول الناخب، وتفتح جهاز التصويت في نفس الوقت، ويقوم الناخب بتحريك مؤشر في اتجاه الاسم أو الأسماء التي يود اختيارها من واقع قائمة أسماء المرشحين التي أمامه. وعندما يحرك الناخب الذراع الرئيسة إلى موضعها، يقوم الجهاز بتسجيل وإحصاء الصوت.

وفي بعض البلدان الأخرى، يستخدم الناخبون أجهزة للتصويت مزودة بحاسوب. وبدلاً من سحب الذراع، يقوم الناخب بوضع علامة مربعة أو يُحدث ثقبًا في بطاقة الحاسوب.

أما الأشخاص الذين لا يستطيعون التصويت بأنفسهم، بسبب المرض أو السفر خارج المنطقة، فإنه يسمح لهم بالتصويت بالبريد أو بموجب توكيل لأشخاص آخرين ينوبون عنهم في هذه العملية. ويلزم لذلك في العادة أن يقدم أولئك الذين لا يستطيعون التصويت بأنفسهم، طلبًا وأن يحصلوا على نماذج خاصة ليصوتوا عليها وذلك قبل وقت كافٍ من تاريخ بدء التصويت.

تعداد الأصوات:

في حالة استخدام أجهزة التصويت أو نظام التصويت بالحاسوب، فإن تعداد الأصوات يتم تلقائيًا بوساطة هذه الأجهزة. أما في حالة استخدام أوراق التصويت، فإنه لابد من تعداد الأصوات يدويًا.

ولضمان نزاهة إحصاء الأصوات يحضر مراقبون من كافة الأحزاب في حالة تقارب النتائج.

وفي كثير من الدول مثل الهند وماليزيا والفلبين وسنغافورة وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة، فإن نتيجة الانتخابات تتحدد وفقًا لنظام الغالبية البسيطة. وهذا يعني أن يكون لكل ناخب صوت واحد، ويكون المرشح الفائز هو الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات حتى ولو لم يحصل على الأغلبية المطلقة.

وتستخدم بعض البلدان الأخرى أنظمة التمثيل النسبي. وهنالك صور متنوعة للتمثيل النسبي. ولكن صوره تتفق في أن يحصل كل حزب على عدد من الممثلين يتناسب مع حصته من إجمالي الأصوات.

ويُطلق على نظام التمثيل النسبي المتبع في كل من أستراليا وبلجيكا اسم التصويت الترجيحي. أما جمهورية أيرلندا، فإنها تتبع نظام الصوت المفرد القابل للتحويل.

السلوك التصويتي:

لا يستخدم كثير من الناس المؤهلين للتصويت ذلك الحق مطلقًا. وعادة ما تكون حصيلة التصويت في الانتخابات المحلية والفرعية أقل من حصيلة الانتخابات العامة. وتلجأ بعض البلدان إلى فرض عقوبة بالغرامة أو حتى السجن على المواطنين الذين يتخلفون عن التصويت.

وذلك لضمان مشاركة عدد أكبر من الناخبين. وبصفة عامة، فإن الناس يُدْلون بأصواتهم في حالة اقتناعهم بأنهم سيحصلون على شيء أو سيفقدون شيئا من الانتخابات.

ووجد علماء الاجتماع أن بعض الهيئات تشارك في عملية التصويت أكثر من غيرها. كما وجدوا أن نسبة التصويت أعلى بين النساء مما هي بين الرجال، كما أن الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 سنة يميلون للإدلاء بأصواتهم أكثر من غيرهم من الأعمار الأخرى.

وكلما كان الفرد أعلى تعليمًا أو دخلاً، كان أميل للمشاركة في التصويت. كما أن الخلفية الأسرية والاجتماعية تؤثر أيضًا في الجو الذي يحيط بالفرد.

فعلى سبيل المثال، نجد كثيرًا من الناس يؤيدون الأحزاب السياسية التي يفضلها الوالدان.

_____________

مختارات من مصادر مختلفة

مقالات مشابهة