“للديموقراطية طريق واحد يمرعبر ممارستها“
ممارسة الديمقراطية الصحيحة لها أصول وقواعد تنظيمية تم تطويرها وتدوينها عبر تجربة العشرات من المؤسسات الديمقراطية مثل المجالس البرلمانية، والأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، ومجالس المدن، ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، والنوادي،وغيرها من المنظمات الأخرى.
هناك أكثر من منظومة للقواعد التنظيمية، ولعل أشهرها ما يسمى بـ “قواعد روبرت التنظيمية“.
“المحافظة على الديموقراطية أصعب من نيلها“
معرفة وفهم وممارسة هذه القواعد ضرورة لنجاح التجربة الديمقراطية، والجهل بها وتجاهلها، تؤدي إلى فشل الاجتماعات وعدم شرعية قراراتها. وذلك ما يفسر الممارسات الخاطئة “اللاديمقراطية” و “اللاشرعية” التي لازمت اجتماعات المؤتمر الوطني ومجلسي النواب والدولة.
عدم الالتزام بهذه القواعد، جعل من نقاشات بعض الاجتماعات، خالية من تعددية الأراء، وتحولت من نقاش هادف ومنظم إلى تبادل الصراخ والسباب والاتهامات بين أعضاء التيارات السياسية التنافسة. أما بالنسبة لأجتماعات أصحاب الرأي الواحد، تصبح الاجتماعات مجرد جلسات استماع لتعليمات القائد الأوحد، والرئيس الدهقان المتمكن.
من يدير الجلسات بكفاءة
يتم اختيار شخصين كحد أدني، أحدهما لترأس الجلسات وادارتها ويسمى “الرئيس“، والثاني لمعاونتة في ترتيب الاجتماعات واعداد المحاضر ويسمى “السكرتير“.
جرت العادة أن يكون الرئيس و السكرتير من أعضاء المجلس ولهما حق التصويت (بصوت واحد لكل منهما). ويمكن للرئيس حسب الحاجة الاستعانة بالمزيد من المعاونين (كالمستشار القانوني مثلا الذي يجب أن يكون على دراية جيدة بلوائح المنظمة وقواعد روبرت التنظيمية، ولا يشترط أن يكون من رجال القانون).
ما هو النصاب القانوني
اذا لم يكن هناك نص صريح في لوائح المجلس، تكون الأغلبية البسيطة هي النصاب، بمعني أن يزيد عدد الأعضاء الحاضرين عن عدد الغائبين بعضو واحد أو أكثر، لتكون الجلسة صحيحة عند بدايتها.
واذا سقط النصاب خلال الاجتماع (لانسحاب بعض الأعضاء)، فلا يعتبر الاجتماع لاغيا، أو منتهيا من لحظة سقوط النصاب، وتثبت كافة مقراراته التي اعتمدت أثناء توفر النصاب.
وللجلسة الاستمرار في العمل بدون أن تعتمد قرارات جديدة، و بدون الانتقال الى بند جديد من جدول الأعمال أو تغيير محتواه بشكل ما. ولها اتخاذ بعض الاجراءات المحدودة كتحديد موعد ومكان لاجتماع آخر، وانهاء الاجتماع بطريقة منظمة.
جدول أعمال الجلسات
اذا لم يكن هناك جدولا مقترحا للأعمال سبق اعداده تجري الأعمال على النحو التالي:
-
قراءة محضر (ملخص أعمال ومقررات) الجلسة الفائتة، ثم اقراره رسميا بعد تعديل صياغته اذا لزم الأمر، قبل ايداعه السجل الرسمي.
-
قراءة التقارير المطروحة من المسؤولين واللجان في صيغتها النهائية، كالتقرير الدورى للمسؤول المالي مثلا.
-
اكمال ما لم ينجز من أعمال الجلسة السابقة.
-
أعمال جديدة.
وهناك أشياء أخرى تعتمد على نوعية الاجتماع، وحسب ما تحدده اللوائح والتقاليد، كأن تفتتح الجلسات بالاستماع الى القرآن الكريم أو النشيد الوطني، وتلاوة الرسائل والبرقيات، وانتخاب ادارة الأجتماع من الحضور، الخ.
كيفية انهاء الجلسات
عند انتهاء الأعمال يعلن الرئيس نهاية الاجتماع بسؤال الأعضاء “هل من أعمال جديدة؟” ثم يضيف “بما أنه ليس هناك من أعمال جديده، تقفل الجلسة“.
بالامكان قفل الجلسة قبل الانتهاء من أعمالها لعدة أسباب منها:
ـ انتهاء المدة المحددة للاجتماع (بناء على نص في اللوائح أو بقرار مسبق)
ـ أو بطلب الرئيس وعدم معارضة أحد الأعضاء، او باقتراح مقدم من أحد الأعضاء لقفل الجلسة وموافقة الأغلبية.
ـ ويمكن لاي عضو أن يتقدم بمقترح لأخذ فترة استراحة قصيرة بموافقة الأغلبية. ـ وليس للرئيس الحق في ايقاف المداولات للاستراحة مثلا بدون موافقة من الأغلبية، الا اذا نصت اللوائح على ذلك.
…
يتبع
_____________
المصدر: قواعد روبرت التنظيمية (مترجمة)
