عبدالله الكبير

مع تصاعد الجدل بين بقايا النواب في جلسة مجلس النواب الأخيرة، قطع عقيلة صالح رئيس المجلس البث المباشر وحولها إلى جلسة مغلقة.

الجدل بين النواب الذين بلغ عددهم نحو ثلاثين أو أربعين في أقصى تقدير، لأن المجلس لا يكشف عن عدد الحاضرين باعتباره من الأسرار الكبرى التي تمس الأمن القومي، كان حول سرقة فنيةجديدة بتعبير النائب صار له هبوط النحيبل 69 مليار دينار ليبي، تمنح لجهاز المهندس أركان إعمار بلقاسم حفتر، ليستمر هو وباقي أفراد الأسرة في تدمير الوطن ومقدراته، تحت لافتاتان فاقعة الألوان تسر التافهين، المؤسسة العسكرية. إعادة إعمار المدن والقرى

مهمة مجلس عقيلة كالعادة منذ جلسته الأولى، هي منح صك الشرعية لكبير المجرمين القاتل العام خليفة حفتر ليواصل قتل الليبيين، ومد الغطاء السياسي ليشمل جلب المرتزقة لمساعدة المجرم على إنجاز المهمة بقتل أكبر عدد ممكن بأقل التكاليف والجهد والوقت، أو منح أطفاله الأموال خارج الميزانية وخارج الرقابة والمتابعة وخارج المحاسبة.

النواب عن مدن وقرى الغرب الليبي وجدوا في أنفسهم حرج أمام ناخبيهم، لأن الميزانيات السابقة التي وافقوا عليها لا يعلمون بالتحديد أوجه صرفها، ولا أي تفاصيل عن بنود انفاقها، فاعترضوا بلطف مطالبين ببعض الشفافية، تكون مسوغا وسندا لهم حين تتهمهم مدنهم بالخيانة وعدم تقديم أي خدمات مفيدة لمناطقهم، فدورهم هو نفس دور شاهد الزور، لنفي التهم وأبعاد الشبهات عن الَمجرمين واللصوص، أو كهنة السلطة المخادعون للشعوب، بتسويق أوهام التضليل والدجل مطوية داخل أغلفة براقة من التعاليم المقدسة.

التحذيرات من خطورة هذه الخطوة على اقتصاد البلاد و أمنها، ومعيشة الناس، وقيمة الدينار الليبي لم تتوقف، من الخبراء الاقتصاديين إلى الشخصيات السياسية الخبيرة بالشأن الليبي، وهدد محافظ المصرف المركزي بالاستقالة، إذا مضى مجلس الخراب في هذه الخطوة، ومع ذلك لم يتردد السفهاء في عقد اجتماع تحت جنح السرية برئاسة أحد صبيان عائلة حفتر، ليخرج صبي أخر معلنا عن موافقة مجلس (نعم يا حبيبي نعم) على منح الميزانية التي طلبها مهندس الخراب.

صنف من العبيد منحتهم الطبيعة قدرا لا يستهان به من صحة الوجه، اعتلوا المنابر و اشهروا طبلاتهم ليقرعوا عليها مباركين السرقة الفنيةالمعلنة  لصالح مهندس الخراب، وهو ما دأبوا عليه طوال السنوات الماضية، مقابل بعض العظام تلقى لهم ليلوكونها، أما من لهم نصيب من العلم والحكمة فقد جنحوا للصمت رهبة من القتل وخشية من الإهانة بتعريتهم إلا من سروال بالغ القصر، وتطويقهم بسلسلة حديد تنتهي بقفل.

لا أحد يملك صوته في إقطاعية حفتر وأبنائه، ومن يجرؤ مصيره معروف ولا يحتاج براهين إضافية، ولا يلام الناس على الصمت طلبا للسلامة، ولكن من يرون أنفسهم نوابا للأمة سيكون العار قرينا لهم، وسيورّثونه لخلفهم، إذا لم يسارعوا بمغادرة وكر العمالة والخيانة المسمى زورا و إفكا مجلس النواب.

____________________

مقالات مشابهة