في التحول الديمقراطي عادة ما يكون هناك مساحة أو قدرة على الحركة بسبب الحرية التي تترافق مع الممارسة الديمقراطية وخاصة في تعزيز حرية التعبير والمشاركة الشعبية، الامر الذي قد يسخّر مساحات تستأثر بها قوى سياسية تستغل المكونات التقليدية في المجتمع كالقبيلة أو العشيرة.
هذا التأثير السياسي للقبيلة قد يكون عاملا في إفساد الممارسة الديمقراطية، سواء أكان ذلك في صورة استغلال جبهة سياسية للقبيلة ككيان اجتماعي، أو من ناحية ممانعة القبيلة الثقافية لقبول الممارسة الديمقراطية، والقبيلة في الحالتين تُستخدم ككتلة لخدمة جهة معينة، سواء كانت هذه الجهة من داخل القبيلة أو من خارجها، وبطريقة لا تنسجم مع الاعتبار السياسي المفترض في ظل دولة حديثة.
جاء دور القبيلة في إفساد الممارسة الديمقراطية عبر ما يلي:
-
إما عبر الدعم المادي لجهة سياسية ضد أخرى،
-
أو عبر إشعال حراك أو اضطراب سياسي في منطقة ما،
-
أو عبر التصويت والانحياز إلى اتجاه سياسي معين.
وهذه كلها تدخلات مغايرة للعمل السياسي الديمقراطي.
بنية القبيلة لها انماط عديدة، فبعضها متلاحمة وذات أهداف ورؤى مشتركة بدء من الفرد وانتهاء بالشيوخ، وأخرى يستأثر فيها الشيوخ بالغنائم المادية على حساب الفرد، وغيرها يتجلى فيها نوع من الاستغلال الذي يدفع الأفراد إلى التمرد في أحيان كثيرة، مثل تملك أراضي شاسعة باسم القبيلة وتوظيف أفراد القبيلة كأُجراء فيها.
هناك شيوخ قبائل أصبحوا أصحاب أملاك وظلوا يسعون لتحقيق المكاسب المعنوية والمادية وبالتالي قامت النخب السياسية بتوظيف هذه الأطماع لاستغلال القبيلة في تحقيق أهدافهم السياسية.
___________
(*) مقتطفات من دراسات حول “القبيلة والديمقراطية” المنشورة على موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات