من أهم مقومات العمل السياسي الحزبي وجود كوادر قادرة على التفاعل الإيجابي مع المشهد السياسى الراهن، وبكفاءة عالية ولو كانوا قلة. وفي حالة وجود ضعف في الكوادر الحزبية، فمن غير المنصف أن نحلل ذلك الضعف دون تحليل واقع البيئة السياسية التي خلفها النظام السابق.

تركة النظام السابق على مستوى الثقافة السياسية تناصب العداء للأحزاب والعمل الحزبي، وجعلت المواطن الليبي يرفض ولا يثق في الحزبية والأحزاب السياسية، بل معاديا لها.

كما أن الأجهزة الأمنية والنخبة السياسية المتصدرة للمشهد ترفض التعددية السياسية لأنها تعودت أن تخدم الحاكم الفرد المستبد ومؤسساته فقط.

ولذلك فإن الأحزاب السياسية الليبية مطالبة بالاهتمام ببناء وتطوير كوادرها الحزبية على مختلف مستويات العضوية، خاصة الأعضاء الذين ارتبطوا بالحزب بسبب أفكاره ومواقفه، وأيضا الأعضاء الذين لديهم طموح سياسي والارتقاء إلى مواقع متقدمة في الحزب.

طبعا هناك ظاهرة الانظمام للأحزاب السياسية من منطلق المصلحة الخاصة سعيا للحصول على وظيفة أو شهرة من خلال الحزب وعلاقاته، وعادة تكون هذه العضوية خاملة، تنشط فقط في لتحقيق مصالحها، ولكنها عضوية غير محترفة وغير مستقرة.

وينبغي على الحزب أن لا يهتم بالعضوية المصلحية ويولي اهتمامه بالأعضاء الملتزمين والناشطين والطموحين. والذين يمكن الاعتماد عليهم بعد تدريبهم في المشاركة في التثقيف الحزبي والبناء التنظيمي، والتسويق للحزب وأفكاره وبرامجه.

والملاحظ أن الأعضاء الملتزمين سيلعبون دورا أفضل فى النشاطات الفكرية والتنظيمية والثقافية، أما الأعضاء الناشطين والطموحين سيكون تاثيرهم أكبر في النشاطات الحركية والعملية.

وبالتالي، سيكون من المهم التنوع في الدورات التدريبية والتأهيلية، فالأعضاء الذين يُكلَّفون بالتواصل الجماهيري يحتاجون إلى دورات تدريبية في مجالات الدعاية والإعلام وفي أصول الخطابة و التواصل مع الفئات الشعبية المختلفة وصنع الحملات الانتخابية.

بينما الأعضاء المنوط بهم المساهمة في تطوير البناء التنظيمي فينبغي تمكينهم من دورات تدريبية وتثقيف ذاتي في مجالات القيادة والإدارة وأعمال المتابعة والتطوير المؤسسي.

____________

مقالات مشابهة